- Youssef El Harrak
- السبت, يوليو 06, 2013
- مقالات ، Photoshop
- لاتوجد تعليقات
يعتبر وليام موريس هو أحد المؤسسين الأساسيين لحركة الفنون والحرف في نهايات القرن التاسع عشر في أوروبا بالتعاون مع المهندس المعماري (Philip Webb) وآخرين. لقد آمنوا بوجوب الابتعاد عن الأساليب الرخيصة في الإنتاج الفني، والعودة إلى الحرف اليدوية، وأن الفن يجب أن يكون في المتناول، ولا يجب أن يكون هناك ترتيب في الوسائط الفنية.
أولاً: حركة الفنون والحرف (Arts & Crafts movement)
عمل أنصار هذه الحركة على إعادة بناء الروابط ما بين العمل الجميل والعامل، لقد صمم هؤلاء على إحياء البساطة الرائعة التي كانت سائدة في فنون القرن الخامس عشر، رغم أنهم من أكثر أنصار فنون عصر النهضة التي تميزت بالصرامة والروحية الدينية وكثرة الزخارف.
لقد الهمت أفكار هذه الحركة العديد من المدارس التي جاءت بعدها مثل buhaus, De stijl, Art Nouvea ، ويمكن القول أن الحركة كانت مقدمةً لحركة الحداثة في الفنون فيما بعد.
ثانياً: De Stijl
وهي حركة فنية ألمانية تأسست على يد (Theo van Doesburg)، وهو معروف بلوحاته التي سميت (تكوينات) التي تكونت من تقاطع خطوط سوداء واحتوى بعض مناطقها على مساحات حمراء أو صفراء أو زرقاء.
أهم مباديء هذه الحركة هي البساطة وتجريد الأشياء إلى أقل ما يمكن، وكانت التصاميم عبارة عن خطوط مستقيمة سوداء عمودية وأفقية، بالإضافة إلى الأشكال المستطيلة التي لونت بالاحمر والازرق والاصفر.
في بعض الأعمال الفنية – كأعمال بيت موندريان- تبدو الخطوط السوداء متوقفة لفترة قصيرة بشكل عشوائي على حدود اللوحة، رغم أن الانقسامات الحاصلة بين المستطيلات تبقى متصلة. كما أن المساحات الملونة تبتعد عن مركز اللوحة إلى الأطراف، بالإضافة إلى التركيز على المساحات البيضاء أكثر من المساحات الملونة.
بيت موندريان هو أحد أهم رواد هذه الحركة، ولد عام 1872، وبدا حياته المهنية كمدرس للمرحلة الابتدائية، ومارس الرسم أثناء التدريس، انتقل بين باريس وهولندا والولايات المتحدة، وتوفي عام 1912.
ثالثاً: باهاوس (Bauhaus):
نشأت مدرسة باهاوس لتعليم فن الجرافيك الحديث وفن تصميم المفروشات والعمارة في ألمانيا عام 1919 على يد المهندس المعماري الألماني والتر غروبيوس( ) في ألمانيا، إلى حين أن انتقلت إلى ديساو عام 1925 ثم إلى برلين عام 1932م، وكانت ثورةً حقيقيةً في تاريخ التصميم في العالم، فقد لعبت هذه المدرسة دوراً كبيراً في تشكيل الأذواق الحديثة وتعليم الفن من خلال دمج الفنون الجميلة مع الفنون التطبيقية في منهج واحد. جاءت تسمية باوهاوس من الفعل الألماني (Bau باو)، والذي يعني “لتبني”، و (haus هاوس)، و تعني “منزل”.
لقد حضر الطلاب ورشات العمل بدلاً من قاعات المحاضرات، وهكذا كان الطلاب يتعلمون الفن من خلال اشتغالهم في موقع العمل، إلا أنه في عام 1933 وجد العديد من المدرسين في هذه المدرسة طريقهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما أغلقها النازيين. ومن أشهر المنتمين لمدرسة باوهاوس: لودفيغ ميس فان دير روه، ليونيل فاينينغر، أوسكار شليمر، سوفي تايوبر أرب.
يقوم طراز الباوهاوس على الابتعاد عن الزخرفة الزائدة، والتي كانت ميزة الفن في أوروبا خلال حقبة ماقبل القرن العشرين، وبشكل عام فإن مضمون هذه المدرسة قام على أساس التوظيف الهندسي للأشكال بدلاً من التشبث بالعلاقات البصرية بشكل أساسي؛ لقد خرجوا عن المألوف، كما تعتمد على استخدام ألوان بسيطة حيث يتركز استخدام الألوان على الألوان الأساسية مثل الأحمر والأسود والأبيض والأصفر. كما يلاحظ في طراز الباوهاوس التركيز على الاشكال الهندسية البسيطة مثل الدوائر والمكعبات، إضافة إلى استخدام الخطوط، والابتعاد عن المركزية في وضعية الصورة. كما يمكن ملاحظة الفراغ الواسع نسبياً في تصاميم الباوهاوس.
الجدير بالذكر أن مصممي هذه المدرسة تأثروا بحركات الحداثة التي ظهرت في أوروبا مثل التعبيرية والبنائية والدادائية لتضيف لأعمالهم حساً جديداً، مما زاد في انتشار أفكار هذه المدرسة، كما تأثروا بافكار الفنان الانكليزي وليم موريس من ناحية محاولة الدمج بين الحرفة و الفنون الجميلة، أما بالنسبة إلى طبيعة خطوط الطباعة المستعملة فهم تمسكوا باستعمال الخطوط التي تنتمي لمجموعة (Sans Serif).( )
أراد رواد هذه المدرسة الجمع ما بين التقنية والإبداع، فقد ذكر جروبيوس (Gropius)( ) أن المهارة في التقنية مهمة جداً، وقد تكون أحياناً مصدراً للإبداع والخيال؛ لقد أصر جروبيوس على أن جميع الطلاب يجب أن يتخرجوا تحت اسم (معماريين)، وهو يعتقد في ذلك أن القدرة على تشكيل بناء في كيان متكامل هو جوهر الفنون البصرية. لقد غير جروبيوس شعار المدرسة من (وحدة الفن والحرفة) إلى (الفن والتكنولوجيا، وحدة جديدة).
هيربيرت باير (1900-1985) واصل التجريب بالطباعة وصمم خط طباعة عالمي حوّل من خلاله الأبجدية إلى أكثر بساطة ووضوح، حيث كانت الأشكال مَبْنية بشكل عقلاني. لقد حذف الحروف الكبيرة وأبدى رأيه بأننا نطبع ونكتب بأبجديتين غير متوافقتين في التصميم بالرغم من أن لهما نفس الصوت عند النطق؛ القواعد، النقاط، والمربعات كانت تستعمل لتقسيم الفضاء وتوحيد العناصر المتنوعة مما كان له الأهمية في جذب عين المشاهد إلى الصفحة، وراحة العين عند القراءة.
رابعاً : International Typographic
انطلقت هذه الحركة في الخمسينات من ألمانيا وسويسرا، وجوهر هذه الحركة انتشر واسعاً حول العالم، وظلت كحركة قوية لمدة عقدين من الزمن، وظل تأثيرها مستمراً في التسعينات. لقد كانت الخصائص البصرية في هذا الأسلوب تقوم على أساس وحدة التصميم الناتجة عن الاختلاف في العناصر من جهة، والمبنية على شبكة (Grid) محسوبة رياضياً من جهة أخرى.
الصور في هذه الحركة ظهرت بشكل موضوعي حيث عبرت عن الواقعية وعدم المبالغة في الادعاءات التي عادة ما تكثر في الإعلانات التجارية، كما أن استعمالات أسلوب الطباعة (Sans Serif) يعبر عن روح التواصل الزمني، وتلك الشبكات الرياضية (Grids) هي من أقوى وسائل تنظيم المعلومات بطريقة متوازنة ومنسجمة.
هذا من الناحية البصرية، أما من ناحية مضمون التصاميم في هذه الحركة فقد عبرت وبقوة عن مشاكل المجتمع ونشاطاته، حيث أن التعبير عن التجارب الشخصية للمصمم رفض كليا من قبل المجتمع، في المقابل فقد لاقت التجارب العامة في السياسة والعلوم الاستحسان من قبل الكثيرين، فالمصمم في هذه الحركة يعي تماماً أن دوره ليس كفنان يعبر عن أحاسيسه الخاصة، بل هو بمثابة وسيلة لنشر المعلومات الهامة بين أفراد المجتمع.
إن فترة الانضباط بالنسبة إلى هذه الحركة تعود أكثر من أي وقت مضى إلى إيرنست كيلر (1891-1968)، فقد اعتقد كيلر أن الحل للمشكلة المعروضة في التصميم يجب أن يأتي من محتوى التصميم، وليس بالضرورة أن يطرح الحل من خارج التصميم.
خامساً: مدرسة نيويورك
الموجة الأولى للتصميمِ الحديث في أمريكا إستوردت من قبل المهاجرين الموهوبين القادمين من أوروبا والذين هربوا من المناخ السياسي المتمثل بحكم الحزب الواحد، إلى المناخ السياسي المتحرر في أمريكا.
استفاد الأمريكيون من التصاميم الأوروبية وأضافوا أشكال ومفاهيم جديدة إلى التصميم الجرافيكي التقليدي، وبعكس التصميم الأوروبي الذي تميز بشدة تنظيم العناصر، كان المصمم الأمريكي يحاول التخلص من تلك القيود النظرية الصارمة لينتج تصاميماً تتميز بقوة الأشكال و بواقعية تنظيم الفراغ في التصميم.
إن الثقافة الأمريكية القائمة على الرأسمالية والتراث العرقي المتنوع و التحرر أضافت الكثير من المفاهيم الجديدة على تصميم الجرافيك الحديث، والتي لم تكن موجودة في تصميم الجرافيك الأوروبي. ومن رواد هذا المبدأ الجديد بول راند (1914-96) ( ) حيث تمتع بالقدرة على معَالَجَة الشكلِ البصريِ (شكل، لون، فضاء، خط، قيمة) عن طريق تقليل العناصر والتركيز على جوهر التصميم من خلال استعمال الرموز، بدون الانتقاص من قيمة التصميم ومدلولاته.
إن مدرسة نيويورك قد ظهرت في تاريخ التصميم الجرافيكي والتي كان أساسها الحداثة الأوروبية أصبحت عامل مهيمن ومؤثر جداً في التصميم الجرافيكي في فترة الأربعينات والخمسينات، وتوسعت هذه الحركة لتواكب التطورات الاقتصادية والتكنلوجية المختلفة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق